جدران مدينتي تبكي
ليلة البارحه دخلت مدينتكم !!! ومشيت في طرقاتها المهجورة
شوارع مظلمة
قد أزيلت أنوار شوارعها أو تكسرت
كنت أبحث عن وجه أعرفه ... أو عن عين تعرفني
كلت قدماي وإغبرت
وبدا الدم ينفر من أطراف أصابعهما
همت على وجهي طويلا من غير أن أجد ضالتي
لا..لا...لا... أيعقل هذا؟؟؟؟
لا أحد يعرفني في هذه المدينه!!؟
لا أحد يعرف من أكون!!؟؟
لا أحد يعرف جنسيتي!!؟؟؟
وطني!!؟؟؟
كنت أحسب ان ملامحي واضحة
أين فراسة هؤلاء القوم؟؟
أين ثقافتهم؟؟
أيعقل أن أكون نكرة لهذا الحد؟؟
لقد قالوا لي غير هذا
لقد قرأت غير هذا
أيعقل أني تهت الطريق!!؟؟؟
لا ... أنا لم أخطئ
ما زال العنوان في جيبي
مكتوباً على ورقة صفراء باليه وقد ساح الحبر على أحرفها
لا أعلم لماذا غصتني العبرة
لقد قاومت دموعي
وناضلت ألا تنحدر من عيني المتعبتين
ولكنها عصتني
وبدأت بالإنحدار على خدي المغبرين
إنحدرت هذه الدموع بغزارة
لتستقبلها شقوق وديان خدي البور
هنا توقف الزمن في ذاكرتي
هنا هزني شوق غريب لوطني
شوق جارف لم أعهده من قبل
مرت الذكريات كفيلم سينمائي قديم صامت
ذابت كل الألوان في شريط الذكريات
فقط لون واحد طغى على هذا الفيلم
اللون الرمادي بدرجاته
صور لجدران مدينتي المهدمة
وأطلالها الدارسة
وجوه لشيوخ وعجائز
أنهكتها السنون و ذوت
فجأة
توقفت دموعي
لم تنضب
ولكنها توقفت إحتراماً وإجلالا
لصوت نحيب يقطع نياط القلوب
إنها جدران مدينتي ... نعم جدران مدينتي تبكي
نعم جدران مدينتي تبكي ... نعم جدران مدينتي تبكي